|
قصص و روايات و حكايات خيال منتديات قصص روايات z7mh.Com Forums Stories & Novel زحمه أجمل القصص واروع الروايات تجدها هنا شبكة القصص والروايات الطويلة والقصيرة زحمه قصص روايات القصة الرواية قصص الانبياء القصص الطويلة العربي العربية قصص واقعية قصة حب حزينة قصص اطفال رواية ورش مكتبة القصص للاطفال تحميل روايات أحلام رواية مشاعل سعوديه سعوديات في بريطانيا قصيصه قصه قديمه |
![]() |
![]() |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() | المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى :
قصص و روايات و حكايات ![]() ![]() قصه رائعهـ اعجبتني كثير ومسارها ممتع وصياغه الكلمات والتشبيهات فيها جدا رائعهـ "الموت الآخر" فتح عبد العزيز باب منزله المطل على الشارع بهدوء لم يعهد منه، تقدم - بعد إغلاقه للباب- نحو الفناء الأمامي للمنزل. كان منزله واسعاً ضخماً بُني على الطراز الأوروبي التقليدي ممزوجاً بلمسات أندلسية فاتنة، إذ كانت واجهته الرئيسة مغطاة بحجر طبيعي غير مصقول يزين أعلاها قبب قرميدية خضراء اللون، وتمتد على أطرافه ووسطه نوافذ من الزجاج الملون على شكل مستطيلات تمتد من أعلى إلى أسفل ومرتبة بشكل هندسي عبقري، وتحيط بها زخارف إسلامية على الطراز المغربي العريق. ويمتد أمام المنزل فناء واسع رُصف بأرقى أنواع الرخام الإيطالي الذي رسم على الأرض لوحة كبيرة باهرة الجمال لنجمة ثمانية متناسقة الأطوال والألوان، وتنتشر حولها مصطبات كبيرة مصنوعة من خشب الخيزران الإندونيسي الشديد التماسك، وتحمل فوقها شجيرات اللبلاب والصبار الشوكي، بالإضافة إلى أنواع عديدة وملونة من الأزهار والورود. وقف عبد العزيزلحظةً محدقاً بحزن وكآبة نحو باب منزله الداخلي، وكان أشبه برجل يُقاد نحو حبسه الأبدي الذي لا مفر منه، تقدم بخطى متثاقلة وصعد درجات السلم الصغير الذي يقود نحو باب المنزل الداخلي النحاسي اللون. فتحه ببطء شديد...ثم أغلقه ببطء أشد، والتفت عن يمينه وشماله...لم يرَ أحداً! جذب نفساً عميقاً وتقدم حاملاً ما كان أشبه بهموم الدنيا فوق رأسه. تناهت لمسامعه أصوات بعيدة لضحكات طفولية متواصلة...إنها حياة، ابنته الوحيدة التي طاف هو وزوجته مستشفيات العالم ومراكزه الطبية لكي يرزقوا بها، وبعد ما بدا وكأنه اليأس...انبثق الأمل على شكل جنين في رحم زوجته التي ولدت فيما بعد طفلة آية في الجمال. لقد كانت حلماً...وبفضل من الله تحقق أخيراً، ولأنها كانت من بعث الحياة في روحه بعدما بدأت تتلاشى...أسماها "حياة". خطى عبدالعزيز عدة خطوات نحو السلم اللولبي المؤدي إلى أعلى. كان السلم - كغيره من مكونات المنزل- يدل على الثراء الواسع لصاحب المنزل، حيث بدا وكأنه نُحت من جبل رخام أبيض تشوبه عروق سوداء وأخرى رمادية مع مسحة واضحة لطبقة ماسية أشبه بالصقيع، ووضعت على أطراف كل درجة منه أشرطة مطاطية سوداء اللون لمنع الانزلاق...كان تحفة فنية بحق. صعد عبد العزيز أولى درجاته بسرعة بدأت تتناقص كلما صعد أكثر وكأنه يسعى لتأخير مصيره قدر ما استطاع...ولو لثوانٍ. وبعد أن أصبح في الطابق الثاني من منزله، انعطف يميناً نحو بهو واسع يطل - عبر زجاج أحادي الرؤية- على حديقة منزله الجانبية، ثم أسرع قليلاً نحو ممر في آخر البهو تلافياً لرؤية ابنته الصغيرة له، وهناك كان مراده...باب غرفته. وقف عبدالعزيز عدة ثوانٍ يستجمع أفكاره، ولم يبدُ هذه المرة كرجل يُساق نحو سجنه الأبدي، بل بدا وكأنه يُساق نحو المشنقة! بعد تردد قصير، تنفس بعمق ودخل إلى غرفته وهو يحدث نفسه: إنه الموت، ولا سبيل لغير ذلك! تحوي غرفته -التي كانت منزلاً بحد ذاتها- على سريره وزوجته وسرير طفلته، وعلى جلسة من الأرائك الحمراء المطرزة بخيوط الذهب التي تجتمع لتشكل نصف دائرة؛ لتمكن من يجلس عليها من مشاهدة الرائي الكبير الذي ينتصب أمامها والذي زُوِّد بأحدث ما توصلت إليه التقنية في مجال الاتصالات بالأقمار الصناعية والاتصالات الأثيرية، وكانت غرفته تحوي - أيضاً- خزائن الملابس وطاولات صغيرة للخدمة وتحفاً ودورة مياه وملحقاتها وتسريحة عظيمة مصنّعة من خشب الزان المعتق...هناك، أمام التسريحة كان يوجد أجمل ما في المنزل على الإطلاق، إذ كان المنزل بضخامته وسعته أضيق من صدرها الفسيح، وبجماله ورونقه أقل منها جمالاً وروعة، وبروائح أزهاره ووروده أقل منها شذى وعطراً، وبزخارفه ورخامه أدنى جاذبية من أظافر أناملها الرقيقتين اللاتي أمسكن بفرشاة تزين بها شعرها الشديد السواد الذي بدا وكانه قطعة من دجى الليل...كان ذلك الشئ زوجته هند. أدارت رأسها ناحيته، وظهر وجهها العربي الفاتن الجمال، وقالت: عمت صباحاً عزيزي، آه لو تعلم بما كنت أفكر لحظة دخولك! أتذكر عندما حدثتك البارحة عن جزر الملوك الاستوائية التي ننوي السفر إلأيها؟ لقد شاهدت قبل قليل برنامجاً يتحدث عنـ....ما بالك حبيبي؟ توقفت عن الحديث، ووضعت فرشاتها على التسريحة وتقدمت مسرعة صوب زوجها المتجمد عند باب الغرفة...لقد كان وجهه شاحباً شحوب الموتى! مدت يدها الحريرية نحو وجهه الشاحب وأخذت تلامسه وقالت: سلامتك عزيزي! تبدو شاحباً، هل أنت مريض؟ سكت عبد العزيز ولم يجبها وأخذ ينظر بشرود نحو آخر الغرفة. أمسكت زوجته بيده وسحبته نحو إحدى الأرائك الحمراء وأجلسته عليها، وأمسكت يديه بقوة، وقالت تستحثه على الحديث: عبد العزيز! ما بالك؟ لِم أراك شاحب الوجه؟.....صمت! أخذ قلب هند يرتعد بشدة، ولم تستطع تحمل سكوته الذي يكاد يفتك بها: ماذا حصل؟ أخبرتني أنك ذاهب إلى المصرف، هل حدث شئ هناك؟ هل تعرضت لخسارة مادية؟..... صمت مطبق! كان شكل عبد العزيز يوحي بأن حدثاً عظيماً قد حدث، ومصيبة قد وقعت...وقد أدركت هند ذلك جيداً. قالت بصوت عالٍ يثير الشفقة: عبد العزيز! ما ذا حصل؟ هل أصيب أحد بسوء؟ هل توفي أحدهم؟ كانت تتمنى من أعماق قلبها ألّا يجيبها بنعم. أخيراً التفت عبد العزيز إليها وقال بصوت منخفض لا يكاد يسمع: هند...إن الإيمان بالقضاء والقدر هو ما يعطي للحياة أملاً بالاستمرار، وهو ما يميز العبد المؤمن عن غيره... - ماذا هناك؟...تحدث! هل توفي أحدهم؟ - "وقد خلقنا الإنسان في كبد"، الشقاء والمصائب لازمة للمؤمنين الذين يحبه الله سبحانه؛ ليختبرهم ويبتليهم... قاطعت هند حديثه وهي تبكي وتصرخ: لا تقل أكثر...من مات؟ سكت عبد العزيز برهة بدت و كأنها دهر بأكمله، ثم قال: لم يمت أحد! توسعت عينا هند الباكيتين، و قالت: لم يمت أحد؟!! .... ماذا حصل إذن؟ وبدأ قلبها يُسرّع من نبضاته أكثر و أكثر بانتظار الإجابة من زوجها، وحدثت نفسها: هل هناك أشد من الموت؟!! عندها، نطق عبد العزيز .... بما هو أشد من الموت! قال شيئاً كانت هند متيقّنة بأنها لو عاشت معه ألف سنة لن يقول ما قاله لها للتو، و لو تزوجت بألف رجل لن يقول أحدهم لها ما قاله زوجها لتوه. "لقد تزوجت" هذه العبارة كانت كفيلة بأن تجعل هند تذوق الموت وهي بعدُ على قيد الحياة، فبالنسبة لها الموت ميتتان: جسدية و روحية، و هاهي الآن تحتضر روحياً. "لقد تزوجت" أحدثت مقولته من الصدمة مما أوقف دموعها، و من العِظم مما جعلها لا تستطيع أن تنطق، جف حلقها و يبست عروقها، و ارتجفت يديها و تناملت قدميها، وأشحب وجهها، و كأن حالة الشحوب مرض معدٍ انتقل إليها من زوجها حالاً! "لقد تزوجت" "آهٍ لو قال لي مرضت و سأموت ... آهٍ لو قال لي خسرت أموالي و سنفتقر ... آهٍ لو قال لي مصائب الدنيا كلها و لم يقل لي "لقد تزوجت" ..!". حدثت نفسها: ماذا فعلت لأستحق ذلك؟! أقصّرت في حقه؟! أو حرمته شيئاً؟! هل طلب مني مرة طلباً و لم أنفذه له؟! هل أغضبته مرةً؟! هل أنا قبيحة؟! هل أنا رديئة الخُلق و الأدب؟! هل يعتريني نقص معيب؟! ... آه .. آه .. يا للرجال! .. صدقت و الله أمي عندما كانت تحذرني و تقول: الرجال ليس لهم أمان، لكني كنت دائماً أخبرها بأن عبد العزيز ليس كبقية الرجال ... عبد العزيز سيد الرجال ... هذا في الماضي، الآن هو أحقرهم! مدّ عبد العزيز يده ليضعها على يد زوجته التي لا تزال في طور تلقي الصدمة، إلا أنها أبعدتها ببغض و صرخت في وجهه: لا تلمسني يا حقير، يا تافه يا خائن!... ثم قامت متوجهة صوب خزانة الملابس المنتصبة على جدار الغرفة، و فتحت أحد أبوابها لتخرج عباءتها، ثم أقفلت باب الخزانة بشدة. حدثت نفسها- بينما لا يزال عبد العزيز جالساً على الأريكة -: هذا الساقل الحقير يظنني سأجاريه و أستفسر منه، هذا التافه الدنيء ... هاه! لقد قال لي ما لا كنت أتوقعه منه البتة، سأقول له ما لا يتوقعه مني البتة. توجهت إليه و الشرر يتطاير من عينيها كأنها ثور أسباني يجري تجاه علم المدرب الأحمر، قام عبد العزيز من مقعده بسرعة، لتقف أمامه زوجته الغاضبة التي صرخت بوجهه: طلقني... كان صوتها من الشدة و الحدة بحيث كاد أن يحطم التحفة الصينية الزجاجية التي بجانبها! قال لها عبد العزيز محاولاً امتصاص غضبها الثائر: اهدئي حبيبتي!اهدئي. - لا تقل حبيبتي ... أتعرف الحب أنت؟! وفر هذه الكلمة لسعيدة الحظ تلك يا نذل. قالت ذلك وهي لا تكاد ترى من كثرة الدموع واختلاطها بالكحل الذي حول عينيها، والذي بدأ يسيل على خديها الورديين معطياً وجهها مسحة مرعبة. شرعت هند بلبس عباءتها، وبسرعة خرجت من الغرفة متوجهة نحو السلم وهي تكاد تحرق ما تمر بجانبه من شدة ثورتها وغيظها. تبعها عبد العزيز مسرعاً و هو لا يزال ساكتاً بشكلٍ غامض يدعو للتساؤل، وقد لاحظت هند ذلك، إلا أنها آثرت السكوت، فلم يعد هناك ما يتوجب معرفته! أسرع عبد العزيز نازلاً درجات السلم خوفاً من أن تخرج زوجته إلى الطريق وهي بحالتها تلك. تبعها في الفناء الأمامي للمنزل و هو ينادي عليها و هي لا ترد عليه. ضغطت هند على مفتاح جرس السائق لكي يخرج و يوصلها لبيت أهلها "بيتي الأصيل، لا بيت هذا المنحط" فكرت بذلك. لم يخرج السائق، فضغطت مرة أخرى على المفتاح و قالت لنفسها: أين هذا الغبي؟ ليس هذا وقته. أمسكها عبد العزيز من ذراعها، وقال: دعيني أوصلك، أعرف أنك ذاهبة إلى بيت أهلك . Vhgl,j hgNov >> التعديل الأخير تم بواسطة راشيل ; 25-Apr-2008 الساعة 01:31 PM | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع :
راشيل المنتدى :
قصص و روايات و حكايات ![]() "" تابع "" التعديل الأخير تم بواسطة راشيل ; 25-Apr-2008 الساعة 01:32 PM | ||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الساعة الآن 10:15 AM |